تشققات القدمين، المعروفة أيضًا باسم شقوق الكعب، مشكلة شائعة في القدم، وتتميز بتشققات أو تشققات في جلد الكعب الجاف. ورغم أنها تُعتبر في كثير من الأحيان مشكلة تجميلية، إلا أن الحالات الشديدة قد تكون مؤلمة وقد تؤدي إلى التهاب. إليك فهم أسباب وعلاجات تشقق القدمين.
ما الذي يؤدي إلى تشقق الكعبين؟
هناك عدة عوامل تُسهم في ظهور تشقق الكعبين. يُعد جفاف الجلد، أو ما يُعرف بالجفاف الجلدي، السبب الأكثر شيوعًا. يميل جلد الكعبين إلى أن يكون أكثر سمكًا بطبيعته، ويحتوي على عدد أقل من الغدد الدهنية مقارنةً بمناطق أخرى من الجسم، مما يجعله أكثر عرضة للجفاف.
العوامل البيئية
تلعب الظروف الخارجية دورًا هامًا في جفاف الجلد. فالطقس البارد وانخفاض الرطوبة قد يُجردان الجلد من رطوبته الطبيعية. وبالمثل، فإن التعرض لفترات طويلة للماء الساخن، كما هو الحال أثناء الاستحمام لفترات طويلة، قد يُفاقم الجفاف. كما أن الصابون والمنظفات القاسية قد تُستنزف الزيوت الواقية للبشرة.
خيارات نمط الحياة
قد تزيد بعض عادات نمط الحياة من خطر تشقق الكعبين. فارتداء الأحذية المفتوحة من الخلف، مثل الصنادل والشبشب، يُعرّض الكعبين للبيئة الخارجية، مما يسمح بتسرب الرطوبة وزيادة الاحتكاك. كما أن الوقوف لفترات طويلة، وخاصة على الأسطح الصلبة، قد يُسبب ضغطًا إضافيًا على الكعبين، مما يُسبب جفاف الجلد وتشققه. كما أن عدم شرب كمية كافية من الماء يُسهم في جفاف الجلد بشكل عام.
الحالات الطبية
في بعض الحالات، قد ترتبط حالات طبية كامنة بتشقق الكعبين. وتشمل هذه:
الأكزيما والصدفية: قد تُسبب هذه الحالات الجلدية التهابًا وجفافًا، مما يؤثر على الكعبين.
قدم الرياضي: قد تُؤدي هذه العدوى الفطرية إلى جفاف الجلد وتقشره، وقد يُؤدي ذلك إلى تشققه.
داء السكري: قد يُقلل تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي) المُصاحب لداء السكري من تعرق القدمين، مما يُؤدي إلى جفافهما وتشققهما. كما أن ضعف الدورة الدموية قد يُعيق الشفاء.
قصور الغدة الدرقية: قد يُسبب قصور الغدة الدرقية جفاف الجلد.
السمنة: يُسبب الوزن الزائد ضغطًا متزايدًا على الكعبين، مما يجعلهما أكثر عرضة للتشقق.
نقص الفيتامينات والمعادن: قد يؤثر نقص بعض الفيتامينات والمعادن على صحة الجلد.
تلطيف التشققات: خيارات العلاج
لحسن الحظ، هناك العديد من العلاجات الفعالة التي تُساعد في علاج تشققات الكعبين واستعادة نعومتها.
العلاجات المنزلية
في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، غالبًا ما تُوفر الرعاية المنزلية راحة كبيرة.
النقع: يُمكن لنقع قدميك في ماء فاتر وصابون لمدة 10-15 دقيقة أن يُنعم البشرة الجافة. كما يُمكن لإضافة أملاح إبسوم أن تُوفر فوائد مُهدئة إضافية.
التقشير: بعد النقع، استخدم حجر الخفاف أو مبرد القدمين بلطف لإزالة الجلد الميت السميك. تجنّب الإفراط في التقشير، فقد يُهيّج الجلد.
الترطيب: من الضروري وضع مُرطب غني ومُطرّي بعد التقشير مباشرةً وطوال اليوم. ابحثي عن مكونات مثل اليوريا، وحمض الساليسيليك، وحمض اللاكتيك، والجلسرين، أو الفازلين، التي تساعد على ترطيب البشرة وتنعيمها. ضعي كمية وفيرة، خاصةً قبل النوم، وفكّري في ارتداء جوارب قطنية طوال الليل للاحتفاظ بالرطوبة.
الترطيب: شرب الكثير من الماء طوال اليوم ضروري للحفاظ على ترطيب البشرة بشكل عام.
العلاجات التي تُصرف دون وصفة طبية
تُصنّع العديد من المنتجات التي تُصرف دون وصفة طبية خصيصًا لتشققات الكعب. غالبًا ما تحتوي هذه المنتجات على تركيزات أعلى من المكونات المرطبة والمقشرة مقارنةً بالمستحضرات العادية. يمكن أن تساعد الكريمات الطبية التي تحتوي على اليوريا أو حمض الساليسيليك في تفتيت الجلد السميك.
العناية الطبية
في الحالات الشديدة، أو إذا لم تُجدِ العلاجات المنزلية والعلاجات التي تُصرف دون وصفة طبية نفعًا، يُنصح بطلب المساعدة الطبية من طبيب أقدام. يستطيع طبيب الأقدام القيام بما يلي:
تنظيف الكعبين: إزالة الجلد السميك والمتصلب بأمان وفعالية.
وصف أدوية موضعية أقوى: مثل المرطبات الموصوفة طبيًا أو كريمات الكورتيكوستيرويد لتقليل الالتهاب.
التوصية بتقويم العظام المخصص: للمساعدة في إعادة توزيع الوزن وتقليل الضغط على الكعبين.
معالجة الحالات الطبية الكامنة: إذا كان تشقق الكعبين عرضًا لمشكلة صحية أكثر خطورة.
الوقاية من التشققات المستقبلية
غالبًا ما يكون منع تشقق الكعبين أسهل من علاجهما. دمج هذه الممارسات في روتينك اليومي يمكن أن يساعد في الحفاظ على كعبين صحيين وناعمين:
ترطيب القدمين بانتظام: استخدم كريمًا أو بلسمًا عالي الجودة للقدمين مرتين يوميًا على الأقل، خاصة بعد الاستحمام.
ارتدِ أحذية مناسبة: اختر أحذية مغلقة ذات دعم جيد، خاصة إذا كنت تقف لفترات طويلة. تجنب ارتداء الأحذية المفتوحة من الخلف لفترات طويلة.
تجنب التعرض الطويل للماء: قلل من الاستحمام بالماء الساخن لفترات طويلة.
حافظ على رطوبة جسمك: اشرب الكثير من الماء طوال اليوم.
قشّري قدميكِ بلطف: أزيلي بانتظام أي تراكمات من الجلد الجاف باستخدام حجر الخفاف أو مبرد القدمين، ولكن تجنّبي المبالغة في ذلك.
احمِ قدميكِ في الطقس القاسي: ارتدِ الجوارب والأحذية المغلقة في الأجواء الباردة والجافة.
فكّري في استخدام نعل داخلي للأحذية: يمكن أن يساعد النعل الداخلي المبطن على امتصاص الصدمات وتقليل الضغط على الكعبين.
الخلاصة
على الرغم من أن تشققات الكعبين تُسبب إزعاجًا في كثير من الأحيان، إلا أنه يمكن علاجها بفعالية من خلال فهم العوامل المسببة وتطبيق العلاج المناسب والإجراءات الوقائية. بإعطاء الأولوية للعناية بالقدمين، بما في ذلك الترطيب المنتظم وارتداء أحذية مناسبة ومعالجة أي مشاكل طبية كامنة، يمكنك تحسين صحة ومظهر كعبيك بشكل ملحوظ والمضي قدمًا براحة وثقة. تذكر أن الحالات المزمنة أو الشديدة تتطلب تقييمًا طبيًا لاستبعاد أي مشاكل كامنة وتلقي علاج مُخصص.